القيامة في الرسم المقدّس، “نزول الى الجحيم” و “قبر فارغ” وكثيراً ما كتب عن هاتين اللوحتين في الأدب الكنسيّ
أيقونة القبر الفارغ المعروفة جداً في العالم الأرثوذكسيّ، تعبّر عن صفحة إنجيليّة. تصوّر الأيقونة المشهد الذي رأته مريم المجدليّة، عندما انحنت نحو باب القبر، “فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحد عند الرأس والآخر عند الرجلين حيث كان جسد المسيح موضوعاً” (يوحنا 12:20). المجدليّة لم تتأثر بالمشهد وقوّته التعبيريّة لأنها لم تقرأ كتب العهد القديم، أمّا يوحنا التلميذ الحبيب، الذي قرأ الكتب في المجامع فصُعق بما رأى! “فرأى وآمن”. ماذا رأى يوحنا؟ إنها الرؤيا التي أعلن الربّ تحقيقها في سفر الخروج (21:25 …). طلب الربّ من موسى أن يدخل تحسينات على تابوت العهد الحامل وصايا سيناء. وذلك بأن يجعل فوقه غطاء من الذهب الخالص، يسمّى “الغفران”، وأن “يُنحت ملاكان من صنف الشاروبيم، ليوضعا على كلّ طرف من هذا الغطاء على أن يواجه كلّ واحد الآخر وينظر الى التابوت”. ثم يشرح يهوه لموسى سبب طلبه هذا، فيقول إنّه يريده مكان لقائه مع شعبه “وهنا سألقاكم”. وما أن أنجز هذا العمل حتى دُعي “خيمة الإجتماع” … من هنا انطلقت قوّة ايحاء هذا المشهد الذي يعتبر حدثاّ مهمّاً في تاريخ الشعب الإسرائيلي، الذي طبع إنساناً مرهفاً كيوحنا وأثر على إيمانه: رأى تابوت عهد جديد من “النور الخالص”، لأنّ الأكفان التي لامست الجسد الطاهر كانت تشعّ بالنور ذاته المنبعث من الملاكين، رأى “خيمة إجتماع” ثانية، حقّقت الغفران بعد ذبيحة الجلجلة، وتمّ فيها اجتماع الشعب الجديد مع خالقه! أجل لقد فهم يوحنا كلّ هذه الأمور وأدرك اللاهوت الكتابيّ بمجرّد نظرته الى داخل القبر فآمن