بعد استشهاد البطريرك جبرائيل الثاني من حجولا سنة 1367، تشتّت الموارنة وحلّ الشّيعة محلّهم. لكنّ الموارنة عادوا فشاركوا الشّيعة “مشارمة الشّلش” لاسترجاع أملاكهم. ومن أولئك الشّركاء عابدان: يوسف أبو رميا وداود عيسى الذي أصبح في الرّهبانيّة الأب بطرس. استرجعا من الشّيعة محلّة “رويسة عنّايا” (المحبسة حاليّاً)، وفيها آثار معبد قديم رمّماه في سنة 1811، وبنيا لهما في جواره مسكناً. وقف العابدان المكان للرّهبانيّة ليكونا مشاركين في خيورها الروحيّة، وذلك سنة 1814، في عهد الأب العامّ اغناطيوس بليبل (1811 – 1832)، وبموافقة البطريرك يوحنّا الحلو (1809 – 1823)، الذي طلب تغيير اسم شفيع الكنيسة التي كانا يبنيانها، من اسم “التجلّي” الى اسم الرّسولين بطرس وبولس
لكن هذه الوقفية لم تكن كافيةً لمعيشة الرّهبان، كما لم يكن موقعها صالحاً لبناء دير، فاختارتها الرّهبانيّة محبسةً، وبادرت، سنة 1820 الى شراء الأملاك من السكّان. فبنت بعض “القلاليّ”وكنيسة صغيرة في موقع الحارة حيث كان “البيدر”
وسنة 1826، ابتدأ العمل على نقل الدّير من محلّه القديم قرب “البيدر” الى مكانه الحالي، وانتهى العمل في بناء الكنيسة الحاليّة للدّير سنة 1828. وبين سنتيّ 1838 و 1841، تمّ بناء جميع الأقبية. وحلّت بالدّير نكبة، سنة 1842، وهي مهاجمة أهل بلدة حجولا للدّير ونهبه وحرقه وقتل أحد رهبانه الأخ اسكندر التّرتجانيّ. عند ذلك، هجره الرّهبان فترة 15 سنة متقطّعة حتى سنة 1860
وفي سنة 1974، دشّنت الكنيسة الجديدة، التي أنشئت في المناسبة، على اسم القدّيس شربل
يحضن الدّير جثمان القدّيس شربل
يحتفل الدّير بعيد مار مارون في 9 شباط وبعيد مار شربل في الأحد الثالث من تموز