يذكره السنسكار الأنطاكي بايجاز في مخطوطة بلمندية تحت رقم 149 ، في اليوم الثالث عشر من شهر تشرين الأول. لكنّ القديس بعد أن نسي بسبب استبدال المخطوطات المحلية بالترجمات عن اليونانية، التي أغفلت القديسين المحليين. فكان دوماً حاضراً مع المصلين؛ فمنهم من يظهر لهم ويباركهم، ومنهم من يشفي. وكان مراراً يرتل في الكنيسة فيسمعه الرهبان والزوار، ويتشدّدوا في جهادهم. وقد أوصى احدى المؤمنات بإخبار الرهبان أنه سيكشف لهم قبره، فلم يكترس الرهبان لهذا الأمر، لكنّه، في الثالث من تمّوز 2008 ، فيما كانت أعمال تجديد البلاط جارية، وجدت عظام إنسانية تحت تراب أرض الكنيسة وبان قبر صغير يحوي هيكلين عظميّين، تظهر عليهما آثار التعذيب والضرب، وبعض الدم المتجمد، وبعض دم سائل على الجمجمة، بالإضافة الى جزء من جمجمة طفل ذي ثلاث سنوات وبعض عظامه، وهيكلين آخرين تبيّن بعد الفحوصات المخبريّة الحديثة، التي أجراها الدكتور ناجي صعيبي، المتخصص بالطبّ الشرعي، أنّ الهيكلين يعودان الى 650 سنة، على أحدهما آثار حريق وقد قطعت هامته وفقدت الفقرة الثانية من رقبته. ممّا يدل حسب المواصفات التي يذكرها مخطوط السنسكار البلمندي، أنها للقدّيس يعقوب الحمطوري الذي كان في الخمسين من عمره، وكذلك رفيقه في الأربعين. أمّا الهياكل الأخرى فترجع الى 450 سنة تقريباً.
اعتبر الأقدمون هذه الرفات مقدّسة، فلم يدفنوها في مدافن عاديّة، بل في وسط الكنيسة، وبطريقة سريعة نتيجة الضغوطات والاضطهادات. كذلك وجدت تحت المائدة المقدّسة بعض عظام جمجمة الطفل؛ ممّا يدل على أن الأقدمين قد اعتبروهم شهداء. حين تعرّضت الكنيسة للتخريب، أعادوا تكريسها في 16 تشرين الثاني سنة 1894 أي قبل مئة وأربعة عشر سنة.
إن عدداً كبيراً من المؤمنين يزور الدير ويبارك بصلاة والدة الإله القدّيسة والقدّيس يعقوب الحمطوري.
واليوم بات تكريمه أكثر شيوعاً من ذي قبل، فكثيرون ممّن يباركهم القدّيس ورفاقه يرجعون الى الدير، ليدلوا بشهادة بسيطة مسجّلين للقدّيس شكرهم ومحبّتهم للرب القدّوس، الذي أعطانا إياه ورفاقه منارات ترشد الى طاعة الله ومحبّة القريب بما يغدق من أشفية ونعم.
وبعد بركة سيادة راعينا الجليل الميتروبوليت جاورجيوس الكلّيّ الطوبى، بات بإمكاننا أن نضيف الى طلباتنا وتذكاراتنا عبارة “الآباء شهداء حمطورة”، الذّين وجدت عظامهم في كنيسة الدير. وسنعيّد لهم بالإضافة الى القدّيس يعقوب في ذكرى العثور على بقاياهم الشريفة في الثالث من تمّوز.
فلتنفعنا صلواتهم، وليتمجّد الربّ في قدّيسيه، آمين.
الأرشمندريت بندلايمون، رئيس دير السيّدة في حمطورة، والإخوة الذين معه.